الصفحة الاساسية > المفاتيح >الشيخ محمد المنور المدني
الشيخ محمد المنور المدني
...فحياة الشّيخ بارك الله في عمره دعوة إلى الله من خلال العيش في ظلال عشق الرّسول (صلّى الله عليه وسلّم) وإتباعه والإخلاص في خدمة شرعته وترجمة أخلاقه في العمل بسنّته. ففي زمننا الذي اتّهِمَ فيه التّصوفُ جهلاً بعديد الأكاذيب، ظهرَ هذا العالم الجليل حجّةً دامغةً على أنّ الطّريقة المدنيّة العلاويّة هي امتدادٌ لما كان عليه الرّسول (صلّى الله عليه وسلّم) وأصحابُه من عقيدةٍ سليمةٍ مُنْجيّةٍ وأعمالٍ زاكيّة مطهّرِةٍ وأحوالٍ راقيّةٍ أساسها حبّ الله وحبّ رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم).
المقالات
-
“الشيخ محمد المدني في الحج”
10 أوت 2019,بقلم المدنيوالصلاة والسلام على أفضل من حَجَّ البيتَ الحرامَ، وطاف في رحباته وصَلَّى في جنباته وصام، ولبى لله ونهض وقام. هذه بعض الذكريات اللطيفة تُكتَب بعد ستين عاماً من حجة سيدي الشيخ محمد المدني، رضي الله عنه، إلى بيت الله الحَرام يرويها على مسامعنا الشيخ محمد المنور المدني:
الزمان :
امتدت الحجة من صائفة سنة 1955 من شهر جويلية -أوت إلى حوالي شهر سبتمبر، فقد وافق العاشر من ذي الحجة لتك السنة الجمعة 29 جويلية واستمرت بين السفر والمناسك والزيارة والإقامة أكثر من شَهرَيْن. المشاركون :
أ - في السيارة :
1. سيدي الشيخ محمد المدني، رضي الله عنه. 2. زوجته الحاجة هنونة (...) -
المذاكرة الجامعة للشيخ محمد المدني، فيها أصول التصوف وكنوز التعرف.
10 فيفري 2019,بقلم المدنيبسم الله الرحمن الرحيم
1. الحمدُ للهِ. عَليه قصدُ السَّبيل. هو حَسبي ونعمَ الوكيلُ. لا اللهَ إلا هو. أحاطَ بكل شيءٍ علمًا. والصلاة والسلام، على صَفوة المختار قَبْضةِ البَها، نورِ أنوار الليل والنهار، تَنَزَّل مُتَنَزِّهًا، وتَشَكَّل بكل المعاني والإحسان، فهو بَهاء حَضرَة الجمال، المُتَدَفِّق من أصلِ النقطة الأزلية، وعَروسِ حَضرَة الكمال، المُتَجَلي بما هو ظاهرٌ لسائر البَرية.
2. فَلَيست الحَيْرَة في بُروق الخَلق، بل الحيرةُ، وكلُّ الدهشة، في مَصدرها: الحَق. هكذا رَغَّبَنا، صلى الله عليه وسلم، في خَوضِ بِحار مَعاني الآخِر، فقال: “تَفَكَّرُوا في خَلق الله”، (...) -
الشيخ المدني يذاكر في مقام الحضور مع الله
15 ديسمبر 2018,بقلم المدني1 إنَّ مِن الناس مَن مَنَحه الحقُّ مقامَ الحضور مَعه، فَتَراه راسخًا فيه، لا يَخطر بباله غيرُهُ، إلا إذا كانَ واردٌ يَمر على قلبه، تَقتضيه التكاليف الشرعية. وهؤلاء هم أهل التوحيد الذين لا يُشرِكونَ بالله شيئًا، في جميع حَرَكاتهم وسَكَناتهم وأفْعَالهم ووُجودهم.
2- إنّما حضورُهم مع الحق تعالى، فَلَيس لهم مقصدٌ سواهُ. وهذا هو مقامهم الراسخون فيه. وإنْ مَرَّ عليهم طمع في الجنة أو رَهَبٌ من النار فذلك واردٌ رحمانيٌّ وَرَدَ على قلوبهم، تَقتَضيه التكاليف الشرعية، كما قُلنا، وعلى هذا المقام طائفة من أهل الله يقول قائِلهم:
3- لَيسَ لي في الجِنان والنَّار رأيٌ * أنا (...) -
إسم الرسول رَؤوفٌ، عليه الصلاة والسلام
27 ديسمبر 2017,بقلم المدني1. ومن أسْمائه الشريفة، صلى الله عليه وسلم، رَءوفٌ، وهو اسمٌ وردَ في صيغة مبالغةٍ من الرأفة، أي شدة العَطف والرحمة والحَنَان. وهذا الاسم هو من تسمية الله سبحانه وتعالى لسيِّد الأوَّلينَ والآخرين، فَفيه شَرَف حصول التسمية الربانية والإطلاق الإلهي عَليه، وكفاه به عزًّا وفخرًا. وفيه مَعنى الوصفية، وكفاها للنبي، صلى الله عليه وسلم وشاحًا وزينةً. يقول الله تعالى في الذكر الحكيم :“لَقَد جَاءكم رَسولٌ من أنفسكم عزيزٌ عليه ما عَنتم حَريصٌ عَليكم، بالمُؤمنين رَءوفٌ رحيمٌ” (التوبة : 128).
2. يَقول الإمام القُرطبي في التفسير، نقلاً عن الحسن بن فضل، : “لَم يَجمع الله (...) -
فَصِيحُ اللسان، عَلَيه الصلاة والسلام.
19 جانفي 2017,بقلم المدني1. ومِن أسماء الرسول، عليه الصلاة والسلام، الشَّريفَة: “فَصيح اللسان”. والفصيح هو مَن يَتكلم بكل يُسرٍ وسُهولة، مع اللفظ الوجيز والمَعاني الكثيرة. والفصاحة من فضائل العرب وعلامات وجاهتهم. وقد أعطى الله سبحانه وتعالى نبينا، عليه الصلاة والسلام، جَوامِعَ الكَلِم، فكان صلى الله عليه وسلم، يُخاطِب كلَّ قَبيلة بِلَهجتها، وكلَّ وَفدٍ مِن الوُفود، سواءً أكانت عربيةً أو أعجمية، بلغتها، ولم يكن يَحتاج قطُّ إلى وَاسطة أو ترجمان يبلغ عَنه، كأنه من أهل تلك اللغات، يَفهم مَعانيها، ويتألق في تصريف مَبانيها، بل كان أفصح من أهْلها حتى قال لَه سيدنا عليٌّ، كَرَّمَ الله وجهه، (...)
-
وحيد، صلى الله عليه وسلم.
1 نوفمبر 2017,بقلم المدني1. ومِن أسْمَائِه الشريفة، صلى الله عليه وسلم، وَحيد. أيْ: المُتَفَرِّد بِصفات الكَمال، المُتَوَحِّد في شَمائل الجَمال. وفي حقه صلى الله عليه وسلم يفيد هذا الاسم تحقق اختصاص الله تعالى له بالفرادة وعلو الشأن، ورفعة الأخلاق بَينَ الأنام، وكَرم المَنشَأ وطيب السريرة على مرِّ الأزمان. كما أنَّ سيدنا محمدا، عليه الصلاة والسلام، هو الوحيد الذي أكرمه الله تعالى بالجاه الرفيع، والقدر السامي البَديع، حتى أحَبَّه المؤمنون وأعزُّوه، وارتاحت له قلوبهم، وعلى نفوسهم آثروه.
2. وهو “الوحيد” الذي أرسله الحق تَعالى، رَحمةً للعالمين، وعند ذِكْرِه تَعمُّ السكينة ويفيض الأمان، (...) -
إسم الرسول صاحِبُ الشَّفَاعَة، عَليه الصلاة والسَّلام.
13 ديسمبر 2017,بقلم المدني1. ومِن أسمائه، صلى الله عليه وسلم، صاحِبُ الشَّفَاعة، أي المخصوص بفضيلة الشفاعة بين يدي الله يوم القيامة، حينَ لا يقف أحدٌ أمام سطوة الله. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا كانَ يَومُ القِيامَة، كنتُ أمَامَ الناس، وصَاحبَ شَفَاعَتِهم”، (رَواه الإمام أحمد في مُسنَدِه).
2. وقد خَصَّ الله، سبحانه وتعالى، سَيِّدَنا مُحَمَّدًا، صَلى الله عليه وسلم، بالشفاعة في سائر المَخلوقات، من الأبرار والأشرار، من الطائعين والعصاة، يوم المَحشر، بإذن من الله تعالى، ولا يَقع شيءٌ، في الدنيا وفي الآخرة، إلا بِإذنٍ من الله تعالى.
3. ويَقول علماء الكلام من الأشاعرة، بعد أن (...) -
إسم الرسول أحيد، عَلَيْه الصَّلاة والسَّلام
19 ديسمبر 2017,بقلم المدني1. ومِن أسمائه الشريفة، صلى الله عليه وسلم، أَحيد، وهو اسمٌ جارٍ على صيغة الفعل، مشتق من فعل حادَ- يحيد عَن الشَّيء أي مَال عنه وعَدَلَ، أي: إنَّ الرسول، صلى الله عليه وسلم، يعدل بأمته عن نار جَهنم ويميلهم عنها ويبعدهم من عذابها ولظاها. وقد جَاء عن ابن عباسٍ، رَضيَ الله عنهما، أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اسْمي في القرآن مُحمد، وفي الإنجيل أحمد، وفي التوراة أحِيد، لأنِّي أحيّد أمتي عن نَار جهنّم"، أخرَجَه ابن عساكر.
2. وكما نَعرف، فإنَّ المصطفى العظيم، صلى الله عليه وسلم، جاء بالأوامر الربانية حتى نقوم بها، ونهانا عن المعاصي التي يمقتها الله (...) -
شَاهِدٌ وشَهيدٌ صلى الله عليه وسلم
26 ديسمبر 2017,بقلم المدني1. ومن أسْمائِه، صلى الله عليه وسلم، شَاهِدٌ وشَهيدٌ، ومَعناهما متقارِبٌ، يدلُّ على مَن يَشهَد على نفسه أو على غَيره، أيْ إنَّ النَّبيَّ، عليه الصلاة والسلام، سَيَشهدُ، يومَ القيامة، عَلى أمَّته وعلى الأنبياء من قَبْله، ويُدلي بتلكَ الشهادة بَينَ يَدَي الله عزَّ وجل، وهذا من مظاهر الشَّرَف والعِزَّة. يَقول الله تعالى في مُحكم تَنزيله، وهو أصدق القائلين: “وَكذلك جَعَلناكم أمة وسطًا لتكونوا شهداءَ على الناس، ويَكون الرسول عليكم شهيدا”، (البقرة: 143)، ويقول أيضًا: “يا أيها النبي إنَّا أرسلناك شاهدًا ومبشرا ونذيرًا” (الأحزاب: 45)، صدق الله العظيم.
2. فَسَيدنا (...)